4.1

4.1

سيناريوهات التنبؤ بالكوارث باستخدام البيانات المتاحة

الموقع في دليل SEADS: الفصل الثالث (الكتاب: صفحة 32، ملف PDF: صفحة 39)

كان وضع الأمن الغذائي والحالة التغذوية في القرن الأفريقي محفوفين بالمخاطر بالفعل قبل حدوث حالة الجفاف الراهنة السائدة في جميع أنحاء المنطقة، مما ترك الأسر معرضة بشدة لمخاطر انعدام الأمن الغذائي ولديها قدرة ضئيلة أو معدومة على مواجهة صدمات إضافية.

الوضع الراهن:

مستوى هطول الأمطار

كان مستوى هطول الأمطار خلال موسم تشرين الأول/أكتوبر – كانون الأول/ديسمبر 2021 “موسم الأمطار القصير/الدير” ضعيفًا للغاية في جميع أنحاء المنطقة، ويرجع ذلك جزئيًا إلى حدوث ظاهرة النينيا، وتميز موسم الأمطار بتأخر هطول الأمطار في بداية الموسم لمدة شهر، وسوء التوزيع الزمني للأمطار، كما كان معدل هطول الأمطار التراكمي أقل من المتوسط، مع مستوى هطول أمطار أقل من المتوسط بنسبة 55% في المناطق الأكثر تضررًا. وكان موسم الأمطار الضعيف هذا يمثل الموسم الثالث من هطول الأمطار دون المتوسط على التوالي في معظم أنحاء المنطقة. وكذلك كان كل من “موسم الأمطار القصير/الدير” من تشرين الأول/أكتوبر إلى كانون الأول/ديسمبر2020 و”موسم الأمطار الطويل/الغو” من آذار/مارس إلى أيار/مايو 2021 أقل من المتوسط. وبالإضافة إلى ذلك، ففي مناطق محددة في جنوب الصومال، حدث موسم أمطار رابع دون المتوسط على التوالي.

ظروف المحاصيل

في المناطق الرئيسية المنتجة للمحاصيل في جنوب ووسط الصومال، فشل حصاد موسم أمطار الدير إلى حد كبير في مناطق الزراعة البعلية، حيث أدى ضعف الهطول في موسم الأمطار إلى نقص المساحة المزروعة لأقل من المتوسط، وفشل الإنبات على نطاق واسع، وذبول المحاصيل. وقد تم حصاد بعض المحاصيل في المناطق النهرية حيث مارس المزارعون الري والزراعة في مناطق تراجع الفيضان. ومع ذلك، فقد أدى الهطول الضعيف للأمطار أيضًا إلى انخفاض مستويات الأنهار وتوافر المياه، مما قلل من إنتاج المحاصيل. وبشكل عام، ففي موسم أمطار الدير كان يقدر أن إنتاج الحبوب في عام 2021 أقل بنسبة تتراوح بين 58% عن المتوسط الطويل الأجل في الصومال، وما يصل إلى حوالي 70% أقل من المتوسط في كينيا، مما أدى إلى إنتاج الحبوب دون المتوسط للموسم الثالث على التوالي.

الصراع في المناطق المتضررة من الجفاف

لقد اشتد الصراع القائم على الموارد في المناطق المتضررة من الجفاف، مدفوعًا بندرة موارد الرعي وزيادة التنافس عليها، بما في ذلك المراعي، والكلأ، والمياه. وقد أدى الصراع إلى خسائر في الأرواح، والماشية، وغيرها من الأصول. وأدى ذلك إلى نزوح السكان وتعطل سبل العيش والأسواق.

ظروف السوق

في الصومال، في كانون الأول/ديسمبر 2021، بلغت أسعار الذرة الرفيعة والذرة في مناطق الإنتاج الرئيسية أكثر من ضِعف ما كانت عليه قبل عام. وبعد أربعة مواسم حصاد متتالية دون المتوسط، كانت أسعار الحبوب قد ارتفعت جدًا واقتربت من المستويات التي تم بلوغها خلال الجفاف في الفترة 2016-2017.

وضع الأمن الغذائي

يشبه الوضع الحالي إلى حد كبير حالة الطوارئ الناجمة عن الجفاف في شرق أفريقيا في الفترة 2016-2017، والتي كانت الأسوأ في السنوات الأخيرة. ففي الصومال وكينيا على سبيل المثال، أظهر الإنذار المبكر والتنبيهات باتخاذ إجراءات مبكرة عددًا مماثلاً من المؤشرات في مرحلة الإنذار في كانون الأول/ديسمبر 2021 كما كان الحال في كانون الأول/ديسمبر 2016. واستنادًا إلى المعلومات المتاحة حاليًا، تقدر مجموعة العمل أن ما يتراوح بين 12 و14 مليون شخص في شمال كينيا والصومال وجنوب إثيوبيا من المرجح أن يواجهوا مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي (تمشيًا مع المرحلة 3+ من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي).

التغذية

واصلت الحالة التغذوية في القرن الأفريقي التدهور، مع تزايد انعدام الأمن الغذائي وظروف الجفاف في شمال كينيا والصومال وجنوب إثيوبيا. وتشمل الدوافع الرئيسية لارتفاع معدلات سوء التغذية المستويات المرتفعة لانعدام الأمن الغذائي، ونقص المياه، وتفشي الأمراض، وجائحة كوفيد-19، وارتفاع أسعار الغذاء، وانخفاض القوة الشرائية للأسر. ومن المتوقع أن يصاب ما مجموعه 5.7 مليون طفل بالهزال في عام 2022، سوف يحتاج 1.7 مليون منهم إلى العلاج من الهزال الشديد في إثيوبيا وكينيا والصومال.

النظرة المستقبلية:

يوجد في منطقة القرن الأفريقي الشرقية نظام أمطار ثنائي يتألف من موسم أمطار أول من آذار/مارس إلى أيار/مايو وموسم أمطار ثاني من تشرين الأول/أكتوبر إلى كانون الأول/ديسمبر. وبعد موسم الجفاف الحالي من كانون الثاني/يناير إلى شباط/فبراير، ستعتمد توقعات الأمن الغذائي في منطقة القرن الأفريقي اعتمادًا كبيرًا على أداء موسم الأمطار الذي يمتد من آذار/مارس إلى أيار/مايو. ولسوء الحظ، من الصعب التنبؤ بهذا الموسم، حيث تظهر النماذج العالمية حاليًا إشارات مختلطة ومستويات عالية من عدم اليقين في معظم أنحاء المنطقة. وبشكل أكثر تحديدًا، في حين تشير بعض النماذج إلى زيادة احتمال هطول الأمطار إلى مستوى من المتوسط إلى فوق المتوسط، فإن البعض الآخر (استنادًا إلى تحليلات درجات حرارة سطح البحر في المحيط الهادئ في آذار/مارس – أيار/مايو، وحالات الجفاف الماضية، وسنوات النينيا السابقة) يشير إلى إمكانية حدوث موسم آخر أقل من المتوسط.

وبالنظر إلى عدم اليقين الكبير بشأن أداء هطول الأمطار في الموسم القادم، فقد قرر فريق العمل المعني بالأمن الغذائي والتغذية (FSNWG) أنه من غير الممكن وضع “سيناريو مرجح” في هذا الوقت. وبدلاً من ذلك، فقد وافق فريق العمل على وضع توقعين منفصلين للأمن الغذائي للقرن الأفريقي، استنادًا إلى سيناريوهين مختلفين للأمطار:

  1. سيناريو يفترض أن الأمطار من آذار/مارس إلى أيار/مايو ستكون في المستوي المتوسط إلى الأعلى من المتوسط: مع استمرار تأثيرات الجفاف في المستقبل القريب، ستضطر الأسر المتضررة إلى الاعتماد على استراتيجيات سلبية للتكيف، وستواصل مواجهة خسائر كبيرة في المحاصيل والماشية، وتقلص فرص الوصول إلى الأسواق، وارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض. كما ستتضرر المجتمعات المحلية النهرية. ومن المرجح أن تكون إمكانية حصول الأسر على الغذاء محدودة للغاية بسبب انخفاض دخل الأسر من مبيعات المحاصيل والماشية، وكذلك من العمالة الزراعية، وسط ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية فوق المتوسط.
  1. سيناريو يفترض أن الأمطار من آذار/مارس إلى أيار/مايو ستكون في المستوي الأدنى من المتوسط: من المتوقع أن يؤدي انعدام الأمن الغذائي الحاد إلى زيادة في مستويات نفوق الماشية، وانخفاض متوسطات المحاصيل أو فشلها في موسم حزيران/يونيو – تموز/يوليو، وإلى حدوث انخفاضات حادة في القوة الشرائية للأسر، ويتفاقم ذلك من جراء زيادة مستويات الصراع وانعدام الأمن بسبب الموارد.

التوصيات:

نظرًا لحالة الجفاف الحالي الشديدة والتهديد باحتمال حدوث موسم رابع على التوالي من الأمطار الأدنى من المتوسط، فإن التدخلات الطارئة الواسعة النطاق في مجالات الغذاء والتغذية وسبل العيش والتدخلات غير الغذائية تعتبر حاسمة من أجل التخفيف من حدة انعدام الأمن الغذائي ونقص التغذية ونتائجها. وعلى وجه التحديد، يوصى باتخاذ الإجراءات التالية:

  • الأمن الغذائي وسبل العيش: على المدى القريب والعاجل، هناك حاجة ملحة لتوفير إمكانية الحصول على الغذاء بشكل فوري. ومن الأهمية بمكان أيضًا حماية سبل عيش المزارعين، والرعاة، والرعاة الزراعيين، ودعم التعافي السريع لإنتاجهم الموسمي من الغذاء واعتمادهم على أنفسهم. كما ينبغي التركيز بشكل خاص على الاستثمارات في التكيف مع المناخ المحلي لاستعادة سبل العيش ودعم المجتمعات المعرضة للجفاف من أجل توقع المخاطر المرتبطة بالمناخ وإدارتها والحد منها والتكيف معها.
  • التغذية: هناك حاجة إلى زيادة سريعة في التدخلات الصحية والتغذوية المنقذة للأرواح. ولا بد من مواصلة الاستثمارات لتعزيز نظم المعلومات المتعلقة بالتغذية للسماح بالتخطيط المستند إلى الأدلة ورصد الاستجابات.
  • إدارة النزاعات: تقديم الدعم لآليات التنسيق القائمة على المجتمع المحلي لتعزيز إدارة النزاعات المتعلقة بالموارد الطبيعية. ومن المهم أيضًا تعميم مراعاة الحساسية للنزاعات في نهج التدخلات الرامية للاستجابة لحالات الجفاف في حالات الطوارئ.
  • رصد وضع الأمن الغذائي: بالنظر إلى ارتفاع مستوى عدم اليقين بشأن التنبؤات الجوية، فإن هناك حاجة إلى رصد مستمر لوضع الأمن الغذائي في جميع المناطق المتضررة من الجفاف في البلدان الثلاثة.

Food Security and Nutrition Working Group (FSNWG) 2022. Special report: Multi-season drought drives dire food security situation. FSNWG. https://reliefweb.int/report/ethiopia/special-report-multi-season-drought-drives-dire-food-security-situation.